السعودة هي برنامج وطني أطلقته المملكة يهدف إلى إحلال المواطنين السعوديين مكان الموظفين الأجانب في القطاع الخاص، وذلك باعتباره حلاً جذرياً لمشكلة البطالة التي يواجهها الشباب السعودي وتعرقل النمو الاقتصادي للبلاد. يركز نظام السعودة على جوانب كمية مثل نسب التوطين في الشركات الواجب استيفائها وإلا دفعت الشركة مبلغاً مالياً عن كل موظف ناقص، كما يولي اهتماما خاصاً بالإحلال الكامل في مهن محددة وقطاعات اقتصادية معينة، وسعياً لإنجاح البرنامج، تهتم الحكومة بتأهيل الموظف السعودي ليمتلك القدرات والمؤهلات والكفاءة المطلوبة لأداء العمل.

تختلف نسبة السعودة المطلوبة بناء على نشاط الشركة وحجمها وعدد الموظفين الإجمالي، فمثلاً تم رفع نسبة السعودة المطلوبة في نشاط الصيدلة في المستشفيات إلى 65%، بينما بلغت نسبة التوطين في المهن الهندسية 30%، أما نسبة السعودة في المؤسسات الصغيرة التي لا يزيد عدد العاملين فيها عن 5، فتحتاج إلى توظيف سعودي واحد على الأقل أي ما يوازي 20%، وتجدر الإشارة هنا إلى أن نسب التوطين تجري عليها تحديثات مستمرة لذلك ينبغي متابعتها باستمرار ومواكبتها وهو ما تؤكد عليه سياسة الامتثال لنظام التوطين.

الطريقة المثلى لحساب نسبة السعودة في الشركات هي استخدام حاسبة برنامج نطاقات المطور التي خصصتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لهذا الغرض، صُممت الحاسبة للمنشآت التي يزيد عدد العمالة بها عن 5 عاملين، وتعتمد طريقة احتساب السعودة على الصيغة الآتية: نسبة السعودة= (عدد العاملين السعوديين في المنشأة ÷ عدد العاملين الكلي في المنشاة) ×100 أما المنشآت التي تقل فيها عدد العمالة عن 6 عمال، فيتطلب منها إضافة عامل سعودي فقط لكي تندرج ضمن النطاق الآمن (النطاق الأخضر).

فيما يلي مجموعة من الضوابط التي تحكم عملية احتساب المواطن ضمن العمالة الوطنية في برنامج السعودة: أن تكون العمالة الوطنية على رأس العمل وغير مسجلة لدى منشأة أخرى في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية. تطبيق نظام حماية الأجور على الموظفين السعوديين. بالنسبة للمواطنين من ذوي الإعاقة ينبغي أن يكونوا مسجلين في وزارة الشؤون الاجتماعية. ألا يقل راتب الموظفين السعوديين العاملين بدوام جزئي والطلاب عن 1500 ريال وفقاً لوزارة العمل السعودية. بالنسبة للعاملات السعوديات عن بعد يشترط أن يكون السن بين 20: 35 عاماً، وأن تكون حاصلة على مؤهل جامعي.

بالرغم من التقارب الكبير بين مفهومي السعودة والتوطين في الدلالة، إلا أنه يمكن القول أن الشائع أن معنى السعودة معنى كمي يركز على عدد العمالة السعودية في المنشأة أياً كانت المهنة التي يعملون فيها والمؤهل الدراسي الحاصلين عليه، بينما يعكس مفهوم التوطين اهتماماً بعملية تأهيل الشباب السعودي للعمل في مهن معينة ينبغي التركيز عليها، نظراً لحاجة البلاد إلى هذه الأيدي العاملة الوطنية.